الأستاذ الفخري الدكتور رادى بوﮋوفيتش
حول ابيات قصيدة "الوجع العالمي" لساشا ميليفويف
ساشا ميليفويف كاتب وشاعر وصحفي ومحلل سياسي مشهور، وهو أحد أشهر كتاب الأعمدة في صربيا ومؤلف خمسة كتب وأعمدة تنشر في الصحف اليومية. ترجمت أعماله إلى حوالي عشرين لغة حول العالم...
ان
البكاء الطويل والمحذر لساشا ميليفويف يدفعنا الى التفكير ملياً في العالم الذي
نعيش فيه الان. حيث نجد وللأسف بان العالم صغيرا جدا لمن يعرف القراءة والكتابة،
ولذا يجب الاهتمام به عالميا. ومع ذلك نجد ان ابيات ساشا لا تخرج من مزمار ﭘان
بل
تنتحب من ناي الرومي – وهو نوع من أنواع النايات الشرق أوسطية، حيث تبدو وكأنها
تجسد مرة أخرى كلمات الفيلسوف والشاعر المسلم الرومي المحذر جداً: "لا تجلس تحت
شجرة مع أولئك الذين لا يفهموك، بل اجلس فقط مع من يعرفك ويفهمك. من الان فصاعداً،
اجلس فقط تحت شجرة الفاكهة المليئة بالأزهار."
عزيزي ساشا، من الصعب ان تكون شاعراً في هذه الأوقات الجافة والمقفرة. حيث يكون عليك تسلق عامود موندي – اعلى عامود ممتد الى السماء وبلا نهاية. تذكر ان السماء بعيدة والأرض صلبة، وان من السهل تسلق عامود خشبي لوجود حافات مساعدة، وتذكر ايضاً ان تسلق الصعاب امراً يستحق العناء ويمكنك فعل ذلك بمساعدة الأفكار العالمية والكلمات الشرسة. أعرف يا ساشا، بأنك وددت كثيراً ان تعثر على الكلمات المناسبة للتجوال المعاصر في العالم المرتبك جدا. لقد نجحت فيما يتعلق بالموضوعات، ولكن كيف يمكنك العثور على الكلمات الحقيقية وغير المغشوشة للموضوعات المثيرة جدا؟ غالبًا ما تمكنت من تحريكنا بأفكارك، على الرغم من أنك أحيانًا تخنق الكلمات بقافية غير ضرورية ... حيث تبدو لي هنا كعندليب الرومي الذي سقط على شوكة وردة، وبقي يغني. لم تكن خائفًا من الشوكة، على الرغم من أنك تطأ الأشواك. صراخك ليس في حديقة والتر، بل إنه صراخ سماوية في الجحيم، لمن هو مستعد لسماعه.
لذا، في هذا العالم المشوش والمليء بالدوار، يعانق كوكب المشتري والزهرة بعضهما البعض، لكن ولحسن الحظ هناك أناس لا يؤمنون بأن الانسان والحمار مجتمعين هم أذكى من الانسان. يا ساشا، لقد لاحظت انت ذلك، لذا عليك ان نحارب ذلك السم الذي هو، وعلى حد تعبيرك، "على كوكب الزواحف، جبل من الجثث البشرية." هل سندفنهم في توابيت من الورق المقوى، كما حدث في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية؟
الأستاذ الفخري الدكتور رادى بوﮋوفيتش
ترجمه للغة العربية
بشار الهدلة