كتبت – منيرة الشهراني :
عندما تتعمق النفس البشرية في خلق الكون تكتشف عظمة الخالق وتؤمن بأنه إله هذا
الكون ورب كل شي فتهتدي النفوس المتأملة إلى صفات الله باختلاف الإيمان وقد تجلت
عظمة الله بصفاته الكاملة في ( قصيدة حوار مع الله ) التي كتبها الشاعر والكاتب
الصربي الروسي الأصل ساشا ميليفويف الذي يعتنق المسيحيةولست هنا في صدد الحديث عن
سيرته ولكني أريد تسليط الضوء على كلمات شعره التي جمع فيها بعض صفات الله باديا
بقوله ( .. إليك .. الحاكم .. إله الكون ... الله .. الرحمن .. الرحيم . ) وهنا
إيمان مطلق بربوبية الله وإليه تسمو النفوس التي خلقها من نفس واحده وترجو منه
المغفرة بعد أن أثقل الذنب كيان الروح فيخاطبه بلغه متجردة من أي معتقد (
أمجد وأرجو ... كان أمام عيوني ستار.. ومعاناة كبيره محبوسة في الجسد .. أخاطبك
طالبا للعون ... ) تصعد النفس إلى خالقها في خفيه من أعين البشر لتشكوا إليه ضعفها
فعندما يبكي الطفل ويتألم يلجأ لأمه فهي القادرة وحدها على أن تخفف عنه وهكذا هي
العلاقة مع الله(ولله المثل الأعلى فهو الرب الذي خلق جميع البشر والأنبياء والرسل
والأرض والسماء والشجر والماء والمخلوقات بشتى أنواعها فهي ترجع إليه وعاد الشاعر
يناجي الله ( ولأني تخبطت وصدقت الكافرين .... في الصدق والكذب .. أنت تعلم كل شي )
إذا كان الله يعلم ما لا نعلم لماذا لا نصدق ما انزل علينا من الكتب المقدسة
التوراة والإنجيل والقران الكريم حيث دخلت المعتقدات في تغير فكر الإنسان عن
التوحيد بإلوهيته والإيمان المطلق له وحده دون إشراك معه إله أخر فما الذي بحث عنه
هذا الشاعر عند الله ولم يجده عند البشر ؟ يتضح ذلك عندما قال ( لذلك أخاطبك ...
اقبل توبتي ..)) الله اكبر أيقنت النفس وكفر العقل بإيمانك وبرغم ذلك تدعوك في خضوع
أن تقبل التوبة في صراع داخلي بين اعتقاد بشري وإيمان رباني يباعد بين العبد
والطريق المستقيم ويسجنه في ركن مظلم يركض لنور الإيمان بالله كلما وجده داخل نفسه
تبعده طبقات من المذاهب الوضعية التي حدد قوانينها البشر عن إخلاص التوحيد لله
ولنتأمل ما قاله بعد أن لجأ لله ثم طلب التوبة (حيث يبدو للناس أن الشي الجميل هو
الذي يشتهونه .. النساء .. الأبناء .... كنز من الأموال ... ذهب وفضه ... مصانع
..سيارات وخيول جميله ... وأنا أريد أن أكون في حدائق جناتك .. حيث يجري فيها نهرا
رائع .. هناك سأكون عبدا لك ) وهذا ماذكره الله في قولة تعالى (
زُيِّنَ لِلنَّاسِحُبُّ
الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِالْمُقَنْطَرَةِمِنَ
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِذَلِكَ
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْأَؤُنَبِّئُكُمْ
بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْجَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌمُطَهَّرَةٌ
وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )
اقتبس الشاعر في أبياته شبه اقتباس من كلام الله المقدس الذي نزل في القران الكريم
وفي التوراة والإنجيل وهذا ماكان يراود نفس الشاعر وتظل معتقدات البشر هي الستار
الذي ذكره في بداية حواره مع الله فلم يبصر ماخلف كلماته وماهي حقيقة الوجود والبشر
وما هو الطريق الحقيقي للجنة ؟ وليعلم هذا الشاعر أنني مسلمة مؤمنه بالله مثله
تماما لذلك جذبتني أبيات شعره ولكني أتفوق عليه من حيث علمي بالكثير عن الله وعن
كتبه المقدسة وأحب النبي عيسى وأؤمن بما نزل في التوراة والإنجيل ولكن بيننا اختلاف
حيث أنني أكملت إيماني بلله باعتناقي للكتاب الأخير الذي انزله الله على النبي محمد
ولن يغفر الله لي ويدخلني الجنة إلا بتطبيق كل ماجاء فيه فهو شامل وجامع لكل
الأديان والكتب السماوية فلله الحمد والمنة الذي زكانا وطهرنا وجعلنا مؤمنين واشكر
هذا الشاعر الذي سمح لي بالكتابة عن قصيدته والتمعن فيها وزيادة إيماني بأنه لا اله
إلا الله وان محمد رسول الله .. وكلماتي في هذا المقال هي دعوه مفتوحة لحوار
الأديان من خلال قصيدة (حوار مع الله) لتتضح العوامل المشتركة بين النفوس وهو
الإيمان بصفات الله عز وجل وبتوحيد الربوبية الذي لا يدخل من امن به الإسلام .
تعليقات القراء
|
1 - ساشا ميليفويف |
الاسم: ساشا ميليفويف |
سيرة ساشا ميليفويف (بالصربية: Sa |
|
2 - شكرا لك. أحب صحيفة عربية |
الاسم: ساشا ميليفويف |
شكرا لك. أحب صحيفة عربية |
|