الأستاذة الدكتورة ميلا اليجكوفيتش
حول شعر ساشا ميليفويف
ساشا ميليفويف كاتب وشاعر وصحفي ومحلل سياسي مشهور، وهو أحد أشهر كتاب الأعمدة في صربيا ومؤلف خمسة كتب وأعمدة تنشر في الصحف اليومية. ترجمت أعماله إلى حوالي عشرين لغة حول العالم...
لو لا حقيقة كوني ابنة شاعر، لربما تعذر علي
ملاحظة موهبة الشاب الذي يعيش بعيدا عن
مسقط رأسه،
ولكن ليس بعيداً عن
نمطه الأصلي القديم. ساشا ميليفويف
هل هو
شاعرا
بالفطرة ام انه صنيعة البعد – البعد الذي يلهم عندما تشحذ جميع الحواس
ويجمع
جميع اشكال المعاناة –
ولكن وبغض النظر، فان
الإجابة
على السؤال تكمن في حقيقة كون
ساشا
ميليفويف، ببساطة، شاعر صفحة الحزن للخالق، حيث تحميه ابياته وتقويه. يدرك
ميليفويف بان الشعر يقود المرء الى اللا زمن، الى اللانهاية، الى الخلود، والى اللا
اسم حيث
أصبحنا توئما وناقلا لكلمات المسيح ولذا يقول في قصيدة "رسالة بعد الموت:
وانا أيضا قد مت،
منذ زمن
طويل،
ولم ينعاني احد.
احدهم احتفل،
بينا شاب انا في الدماء الى ركبتي،
على الصليب بعذاب انزف؟
لم يبكي علي احد،
عندما بالمسامير
سمروا عظامي في صليب الطقسوس
غنى الجلادون
بينما ابتسم انا بلطف.
في تلك الحياة القصيرة،
في ذلك المرجل اللاهب
في فكوك صدئة
استجديت الحب في القصائد،
بلا فائدة.
ان الشاعر الصادق، وبفضل الشعر بالتحديد، يشعر بالخلود وعظمة الخالق في العفو عن عدد من المارة في الحياة ويراقب الإنسانية من زاويته بكل هدوء وعن بعد، حيث يقول ساشا ميليفويف:
سامحت
الجميع
وعندما اختفيت،
طرت الى السماء الثالثة.
بين جبال اليشم الحمر،
امشي حافيا مع الملائكة
في ساحات المدينة الذهبية،
حيث تهطل امطار الحليب والعسل الان
كما من قبل
هل هناك شاعرا حقيقيا لم يحلم بوفاته، وخاصة إذا ما كان شاعراً حزيناً؟ لا يوجد شاعر لم يعش بالفعل حياة ثانية او ثالثة مهداة. لذا فأن ساشا ميليفويق يدرك تماماً تلك الدورة الأبدية ويعكس ذلك في أجمل قصائده حيث تختم ابياتها بالمفردات التالية:
لا
توجد معاناة وبؤس هنا
البؤس والجوع، الخوف والاثم،
تزهر الفواكه الحلوة بجانب الأنهار الرائعة،
هنا الحب دائما ينتظرك
عندما تأتي من بعيد.
يكون الشاعر فينا على الرغم من انه قد يكون في بعض الأحيان على بعد اميال منا. حيث يخترق المكان والزمان بموهبته، الامر الذي حققه ساشا ميليفويف من خلال قوة موهبته. لذا نجد ان شعره صرخة داخلية تنظر الى العالم السفلي للمعاناة والبؤس. ان عظمة الشاعر تكمن في انه على الرغم من كونه يعيش في معاناة الا انه يتحدث من سمو عال لا يمكن التنبؤ به محولا المعاناة الى نعمة ونصر.
لا يزال ساشا ميليفويف قريبًا منا جميعًا على الرغم من بعده عن موطنه صربيا. لقد غادر، لكنه يعلم أنه عندما يأتي من بعيد فسيجد الحب ينتظره دائمًا هنا. ينظره دائماً تحالف الارواح الشعرية.
أخيرًا، تقول قصيدة روسية قديمة: يكفي أن تنظر إلى سماء الليل المظلمة المليئة بالنجوم لترى الشخص البعيد ... لهذا السبب فأنا الآن ومن مسافة بعيدة وكل مساء أستطيع أن ارى واسمع الشاعر ساشا ميليفويف ...
الأستاذة الدكتورة ميلا اليجكوفيتش
أستاذة علم النفس والطب النفسي، ومؤلفة
جامعة السربون
الجمعية الدولية لعلاج الأمراض النفسية للتعبير والعلاج بالفن
ترجمه للغة العربية
بشار الهدلة
ساشا ميليفويف و الأستاذة الدكتورة ميلا اليجكوفيتش